شعوب بلا قرار ::

شعوب بلا قرار ::
منذ القدم كانت الأمم التي سكنت شبه الجزيرة العربية بلا قرار وكان اتخاذ القرار المصيري يتطلب جهدا كبيرا حتى يصدر ، فالشعوب تعودت أن تربط مصيرها بقادتها وقادتها للأسف تكون تصرفاتهم حمقاء ..

فأغلب العرب كانوا يقطنون في أرض اليمن وحينها كانت مملكة سبأ قائمة وكانت الملكة بلقيس موجودة وحين أتاهم رسول نبي الله سليمان لم يجب شعب سبأ بغير انظري ما تأمرين فما نحن إلا طوع أمرك وتحت تصرفك فلم يكن لهم ذاك الرأي المقاتل والمدافع بل كان رأي الخنوع والذل ، وتتوالى الأحداث وتأتي الوقائع بتفرق العرب على شبه الجزيرة ولكنهم لم يتغيروا بل حملوا معهم صيغة الذل والمهانة ، فكان الغساسنة و المناذرة تابعين مسيرين ومقتادين عبر دولتين عظيمتين حينها وهما الفرس والروم وكانت القرارات المصيرية لا تتخذ إلا بتوصية من الرب الأكبر فرس كانوا أم روم ، بل والأدهى من ذلك أنهما ( أي الغساسنة والمناذرة ) كانا يخوضان الحروب ضد بعضهما البعض وذلك من أجل السيطرة حسب زعمهم ولكنهم لم يكونوا يعرفوا أنهم يخوضوها لأنهم سيدهم أمرهم بها وذلك لإضعاف شوكتهم .

ولم يكن النعمان بن المنذر ملك الحيرة في منأى عن هذا الخنوع في بداية حياته فقد كان يتبع لكسرى ويرسل الجزية والجواري والذهب إليه حتى يرضى عنه وحين غصب عليه لعدم إرسال ابنته كجواري قرر قتله فلم يكتفي النعمان بهذا بل ذهب برجليه للقتل وحكم القاتل منه حتى دهسته الفيلة ولم تبق منه أو تذر ، أيضا لم يكن عبد المطلب جد النبي صلي الله عليه وسلم في منأى عن هذا الخنوع فحين قدم ملك الحبشة إلى مكة لهدم الكعبة ونقل موقعها قال بكل خنوع وذل : أنا رب الإبل وإن للبيت رب سيحميه .

ربما يقول البعض أن هذا الخنوع ما هو إلا استنجاد بالقوي حتى تقوى الشوكة ، كلا ، فما هذا إلا ذل وخوف ، فمن أين تأتي عزة الرجل إذا كان غيره مالك أمنه ، نقطة يجب الوقوف أمامها كثيراً .

فكما قلنا منذ قديم الزمان وشوكة العرب مهزوزة لبعدهم أولاً عن الطريق القويم ، وهنا فقط نستثني منذ ظهور الإسلام إلى وقت سقوط الخلافة الإسلامية ، فقد كانت هذه الفترة فترة عزة وتمكين لسبب واحد ولا أكثر ، هو التمسك بهذا الدين تمسكاً صحيحاً لا تشوبه شائبة ، بغض النظر عن بعض الأخطاء التي كان سببها اختلاف وجهات النظر وقيام دولة مكان أخرى ، فقد سادوا من بلاد السند والهند شرقاً إلى أقصى المغرب غرباً وإلى الأندلس مروراً بأطراف فرنسا شمالاً وإلى الجزر في المحيط الهندي جنوباً فكانت دولة العزة والتمكين والقوة والدين والجهاد والأمان ، بل كانت ملوك أوروبا وقتها تدفع الجزية لملوك الأندلس وهو خانعون وكانوا قد عقدوا عشرات وثائق الصلح ومنحهم الأمان ، فكانت القوة تلك مستمدة من الدين الإسلامي القويم .

سقطت الخلافة الإسلامية على يد أتاتورك وقد كانت تركيا وقتها رمزاً من رموز التمكين ولكن كثرة الأعداء وتناسي قوتهم بالانغماس في اللذات أدى إلى سقوط الخلافة وبدء عصر جديد من الذلة والمهانة بدأتها الدول العظمى بالسيطرة على أهم المدن العالمية والعربية بالذات وكانت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا لهم نصيب الأسد من ذلك , وتوالت النكبات وتقسمت أرجاء الدولة الإسلامية إلى دويلات وتفتت قوى القوة وأصبحت محل سخرية من الجميع ، فتكونت أكثر من دويلة عربية بدل أن كانت تضمها دولة واحدة وتكون هناك أكثر من رأي بدل أن كان هناك رأي واحد وفرق الله كلمتهم وشملهم فهم في ذلة من وقتها مما أجبرهم على الاستعانة بالأجنبي لتحرير أرضهم فكانت اليمن على سبيل المثال تستنجد بمصر وكان القرار اليمني وقتها قراراً مصرياً بحتاً ، وكانت دول الخليج في سباق على توطيد العلاقات مع بريطانيا بالذات وكانت أغلب القرارات المؤثرة في الحقبة الماضية قرارات أجنبية بحته بصيغة عربية خليجية ، وكانت دول المغرب ومصر وليبيا ليست في منأى عن هذا بل أن مصر هي أول من سارعت ووضعت يدها في يد صهيوني مغتصب وكانت بذلك تؤكد عبر قادتها أنها تتبع قلباً وقالباً الأجنبي ، وما حدث في قمة عربية سابقة من قراءة البيان الختامي في أول يوم للقاء القادة العرب إلا خير دليل على أن كل شيء قد عُد مسبقاً .

ولكن قد يتساءل البعض ماذا عن أبطالنا ، فأقول : نعم كان هناك أبطال لم يرضوا الذلة والمهانة كما في السابق لم يرضى الذلة جساس رغم أنها من ابن عمه وائل ، فكان هناك قادة التغيير في عالمنا وقادة الجهاد أمثال عمر المختار وأبو بكر الجزائري ومحمد محمود الزبيري وعز الدين القسام وحسن البنا والأخير هذا بالذات لم يقدر له أن يعيش لأنه كان خطراً قومياً على الكفار من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب فسعت عصابات الخيانة والقتل بتدبير اغتياله الآثم الذي احتفل له الشعب الأمريكي وقتها في أمريكا حتى الفجر ، فقد قال سيد قطب وكان موجوداً وقتها في أمريكا : لم أعتقد بأن هذا الاحتفال هو من اجل موت رجل وكنت أعتقد بأنه يصادف عيد من أعيادهم الوطنية ولم أكن أعتقد بأنه من أجل موت رجل ورجل عربي ومصري أيضاً ، ولم يكن الملك فيصل رحمه الله أيضاً متهاوناً وخانعاً فحين خطب خطبته الشهيرة بأن الجمعة القادمة سيصليها في القدس وهدد بوقف إمدادات النفط ، أرسلت له أمريكا أحدهم وقام بقتله بتآمر دولة خليجية رغم نفيها لذلك ، ولم يكن الشهيد الزبيري الذي ينسب اغتياله للإمامة وظلمها رغم الشك الكبير إلا كما كان المختار والجزائري و القسام ومؤخراً أحمد ياسين .

فالعجب من قوى عظمى تسعى بكل ما أوتيت من قوة لقتل الرجال واغتيالهم ونحن بكل أسف نصفق لها ، بل ونبادلهم الحب بمليارات الدولارات في صفقات مشبوهة قد نخر فيها الفساد من أعلاها إلى أخمص قدميها .

ولا عجب أيضاً أن الشعوب خانعة لقرارات الحكام فالحكام أنفسهم خاضعين لرحمة أمريكا عليها لعنة الله ، فما هذا الذل الذي نحن نعيش فيه .
أمة بلا قرار ..
أمة بلا كرامة ..
أمة بلا إيمان .. نعم أيها القارئ الكريم .. إنني أتحدث عن أمة العرب .

الخلاص ، والخلاص هنا لا يكون بالديمقراطية البلهاء بل يكون بالتغيير أولا في أنفسنا وحذف كل مفردات الجبن والخنوع والذل والإتباع للقادة ويُفرض فيها الرأي السليم ويؤيد بغير خوف من فقد وظيفة أو مركز أو منصب ، ويكون بالسعي وراء منابع القوة وتكبيرها وعدم الانجراف في ذلك ، ويكون أولا وأخيرا بالتمسك بهذا الدين الحنيف والقيام بواجباته والانتهاء عن محرماته وإقامة الحدود على القوي والضعيف على الأمير والشيخ والفقير ، فمتى أُقيمت حدود الله حل العدل وحين يحل العدل يحل الآمان وحين يحل الآمان يأتي وقت العزة والتمكين .

ولكم تحياتي

يعطيك ألف عافية اخوي

صح لسانك

fair5

يعطيك العافية اخوي على مواضيعك الحلووة


تقبل مروري

ملاك

فتكونت أكثر من دويلة عربية بدل أن كانت تضمها دولة واحدة وتكون هناك أكثر من رأي بدل أن كان هناك رأي واحد وفرق الله كلمتهم وشملهم فهم في ذلة من وقتها مما أجبرهم على الاستعانة بالأجنبي لتحرير أرضهم فكانت اليمن على سبيل المثال تستنجد بمصر وكان القرار اليمني وقتها قراراً مصرياً بحتاً ، وكانت دول الخليج في سباق على توطيد العلاقات مع بريطانيا بالذات وكانت أغلب القرارات المؤثرة في الحقبة الماضية قرارات أجنبية بحته بصيغة عربية خليجية ، وكانت دول المغرب ومصر وليبيا ليست في منأى عن هذا بل أن مصر هي أول من سارعت ووضعت يدها في يد صهيوني مغتصب وكانت بذلك تؤكد عبر قادتها أنها تتبع قلباً وقالباً الأجنبي ، وما حدث في قمة عربية سابقة من قراءة البيان الختامي في أول يوم للقاء القادة العرب إلا خير دليل على أن كل شيء قد عُد مسبقاً .

عنوان لملحمة الفشل العربي


الله يعطيك الف عافيه وحيد بالظلام الله ينور زوايانا

لم يرضى الذلة جساس رغم أنها من ابن عمه وائل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!